jeudi 28 avril 2011

التدوينة المدنية


ما لون السماء ؟

ساحة عامة ترفرف فيها الأعلام واللافتات التي تمجّد أقوال الزعيم القائد , لافتات كتبت بلون باهت . منها القديم المتآكل ومنها الجديد ," يحيا الزعيم القائد الوحيد القادر على التغيير" ," بطل التغيير ","احتفالا بالذكرى الثانية , الثالثة,الرابعة , الخامسة ,العاشرة , الثالثة بعد المائة بالتغيير "," يموت الشعب فداء للزعيم "

شيخ بظهر مقوّس يقف تحت اللافتات , يحمل علما صغيرا بيده المرتعشة يحاول ان يلصقه على صورة الزعيم التي غطّت على لون العلم فصار وجهه رمزا للبلد , شاب قادم من يسار المسرح يلهث يبحث عن مكان للاختباء ينتبه الى الشيخ المرتبك يذهب باتجاهه ليسأله

الشاب : ماذا تفعل هنا في مثل ها الوقت ايّها الرجل المسنّ ؟ ألا تعلم انّه لا يحقّ لنا الخروج يوم الاحتفال العظيم ؟

الشيخ : جئت لاكتب وصيتي في هذه الساحة , لم يعد هناك متّسع من الوقت , ساعدني على الثبات هنا , أريد ان أقف لأحيي العلم الوطني

يتعثّر الشيخ ويقع من فوق الحائط المتآكل يهرع اليه الشاب ليطمئن عليه , يد الشيخ تمتدّ بالعلم الى الفتى قائلا بصوت مرتعش

الشيخ : لا تنسوا لون السماء وضع الفتى العلم في داخل سترته واخذ يجذب الشيخ الى مكان منزوي , يسمع صوت طلقات نارية وهتافات , يصعد الفتى الى فوق يسحب اللافتات الواحدة تلو الأخرى مردّدا بصوت مرتفع متصاعد

الشاب : لون السماء أزرق , لون السماء أزرق , لون السماء أزرق

تصل مجموعة من الشبّان والشابات يحملون علما كبيرا بعضهم جريح , هواتف نقالة ترصد جروحهم وأيادي صديقة تساعدهم , يلاحظ احدهم الشاب الذي يسحب اللافتات فيهرع الى مساعدته هواتف نقالة تسجّل اللحظة التاريخية التي طال انتظارها

فتات تطلق الزغاريد والهتافات بسقوط الطاغية

فتاة اولى : تحيا البلاد يحيا المواطن , يموت الطاغية تحيا الحريّة

فتاة ثانية : نموت نموت ويحيا الوطن

رجل : اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر

يتراقص الجميع في الساحة رافعين الأعلام , يتراقصون فوق صور الزعيم الذي فقد شرعيّته , يتراقصون فوق لافتاته التي أرادت ان تدجّن تفكيرهم , يتراقصون فوق كذب الحكومة ووعودها الزائفة , يتراقصون فوق أوجاعهم , يُسمع صوت اطلاق نار كثيف يحتمي الجميع بالجميع , كلّ واحد فيهم يريد ان يكون أمام صديقه الغريب في الساحة , كلُُّ يريد ان تخترق الرصاصة صدره أوّلا , يعلو الهتاف فوق صوت الرصاص القادم اليهم , يحملون العلم فوق اكفّهم , يعلو صوت الزغاريد

ظلام

شاشة على الحائط تبثّ خطاب النصر

تنفسوا الحريّة

mardi 26 avril 2011

شبابنا والذئاب، المنصف المرزوقي

يوم الاحد 24 ابريل قرّرت نخبة من شباب الثورة التظاهر السلمي أمام المسرح البلدي للتعبير عن رفضها لعودة العهد البائد تحت ما يحضّر من أقنعة. يقولون عن هذه التظاهرات الدورية مبالغة وتشويش واتركوا الحكومة تعمل فلا خوف على شيء وهؤلاء الشباب لا يفعلون سوى مواصلة الفوضى وعدم الاستقرار فأين هو هذا العهد البائد الذي ينبهون لخطورة تواصله قصبة بعد قصبة .

قد يكون أسلوب القمع الذي تعرّض له شباب الثورة هو أصدق دليل على أننا لسنا أمام هلوسة ثورية لشباب يصرخ الذئب الذئب ولا ذئب ولا من يحزنون. طبيعة القمع وأسلوبه ،وحتى رجالاته الذين امكن التعرف على بعضهم، تدلّ بمنتهى الوضوح على أن الذئب الاستبدادي لا زال كامنا يترصد بثورتنا وأن شبابنا على حق في إطلاق صرخات الانذار وأن استهانة الطبقة السياسية بالأضواء الحمراء الكثيرة التي تشتعل بوتيرة متزايدة لا مسئولية كبرى . آن الأوان لكل الحركات السياسية أن تساند شبابنا في كل مسيراته خاصة التي تعدّ غدا للمطالبة باستقلال القضاء .

ليعلن كل الناس وبالفم المليان أن الذئب الاستبدادي لا زال كامنا في كل الدهاليز ، أن العقيدة الأمنية التي تحكم وزارة الداخلية لم تتغير من عهد المخلوع ،'' لأن من شبّ على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه'' كما يقول المثل العربي . الجهاز الذي قمع بمنتهى الوحشية خيرة شبابنا يوم الجمعة هو الذي قمع وبنفس الأساليب الحركة الديمقراطية والحقوقية وطالما لم يتغير هذا الجهاز الذي أوهمونا أنه حلّ ، وطالما بقي يتحرك بنفس العقيدة الأمنية فالثورة في خطر وشبابنا هو اليوم خط الدفاع الأول ضد كل أعداء الثورة الديمقراطية .

نعم للأمن والاستقرار ، لكن لأمن الشعب تحفظه شرطة جمهورية ضد مدبري العنف الذين أصبحوا الجهاز الخفي داخل الجهاز الخفي . نعم للاستقرار لكن الحقيقي ذلك الذي يوجد في العقول والقلوب . لا للعيش تحت تهديد الثلاثي الخطير الذي يريد عودتنا للمربع الأول بل حتى الثأر من الثورة : فلول التجمع وفلول البوليس البنعلي والمال القذر الذي يسيل انهارا لاستعادة المواقع المخسورة.

إلى النضال يا شباب تونس ونحن كهولها والأجيال التي مهدت لك الطريق معك في كل لحظة لأنك من حمل المشعل وقد ....هرمنا...على الأقل البعض منا الذي ألهته الاعيب السياسة عن العيون الحمراء التي تشتعل في الظلام والأشداق المفتوحة لنهش لن يتوقف طويلا عند من يصرخون الذئب الذئب

lundi 18 avril 2011

المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب

اتصل بالمنظمة الشاب صبري بن يونس وذكر أنه بتاريخ 1/04/2011 شارك في مسيرة سلمية مع مجموعة من الشبان والمواطنين انطلقت من شارع بورقيبة واتجهت إلى ساحة القصبة بتونس على خلفية مطالب سياسية موجهة إلى الحكومة المؤقتة وهناك وجدوا حاجزا امنيا كثيفا حال دونهم ودون دخول الساحة المذكورة إلا أن المتظاهرين تمسكوا بحقهم في التظاهر والاعتصام السلميين وهو ما أدى إلى تدخل قوات الشرطة لتفريق المتجمعين بواسطة القنابل المسيلة للدموع والهراوات

وأضاف الشاب بن يونس انه احتمى بأحد المقاهي القريبة إلا أن أعوان الأمن قاموا بإيقافه ولم يبد أي مقاومة لكن ذلك لم يمنع احد الأعوان من ضربه بهراوة على مقدمة رأسه مما أحدث له جرحا غائرا وكست الدماء كامل وجهه وملابسه وعمد عون أخر إلى دوس نظاراته الطبية وتحطيمها نهائيا. وفي الطريق بين مكان إيقافه بباب الجديد وساحة القصبة كان يتعرض إلى الضرب وكل أنواع الاعتداءات من قبل الأعوان الذين يصادفون طريقه رغم انه كان موقوفا وجريحا. واثر ذلك نقل إلى ثكنة الإيقاف ببوشوشة وقد أسعفه أعوان من الحماية المدنية بواسطة ضمادات طبية عادية لتنظيف الجرح إلا أن النزيف بقي مستمرا مما اضطره إلى مخاطبة الأعوان بان الأمر يتطلب عملية تغريز وهو ما تم إذ أخذه ثلاثة أعوان إلى مستشفى المرسى وهو مسلسل اليدين وأجريت له عملية تغريز هذا علاوة على ما كان يعانيه من ألام ورضوض وانتفاخ على مستوى العديد من بقاع جسمه نتيجة ما تعرض له من عنف

ولمدة ثلاثة أيام من تاريخ إيقافه لم تكن لعائلته أية معلومات حول مصيره إلى أن أحيل على النيابة العامة بتونس التي أصدرت بشأنه بطاقة إيداع بالسجن مع 25 شاب موقوفين آخرين قد مثلوا أمام المحكمة الجناحية بتونس يوم 13/04/2011 وتم الإفراج عنهم مؤقتا مع عرضهم على الفحص الطبي في انتظار مثولهم من جديد أمامها للمرافعة

إن المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب:

تندد بالعنف البدني والمعنوي الذي تعرض له الشاب صبري بن يونس مع موقوفين آخرين على خلفية ممارستهم لحقهم في التظاهر والاعتصام السلميين.

تطالب بفتح تحقيق قضائي في الاعتداءات الحاصلة ضد الشاب بن يونس وشبان آخرين مثل عبد اللطيف الرقيقي واسعد العرابي وغيرهما.

تجدد مطالبتها للحكومة المؤقتة وكافة المؤسسات التابعة لها باحترام الحق في التظاهر والتعبير السلميين والكف عن أعمال العنف والتعذيب ضد النشطاء

تونس في :16/04/2011

عن الهيئة الوقتية للمنظمة

الكاتب العام

منذر الشارني

vendredi 15 avril 2011

مجنون، يحب غزة ويرقص في ساحاتِها


خطرت لي فكرة أصابتني بالرعب بعد أن عثروا عليه جثة في أحد بيوت غزة التي أحبها ورقص في ساحاتها ولعب مع أطفالها، ماذا لو فوجئت بأمه بباب بيتي؟ ماذا سأقول لها؟

في اللقاء الأخير الذي جمعني بفيتوريو أريغوني، كان يجلس وعلى ركبتيه جهاز حاسوبه المحمول، يلف رقبته بالكوفية الفلسطينية السوداء والبيضاء كعادته، وكنا نجلس على مقربة منه، ونغني، وفجأة، ألقى بالحاسوب دون اكتراث، وتوسط الحلقة التي نجلس فيها وبدأ بالرقص، وظل يرقص حتى انهار من التعب.

وشومه الغريبة على ذراعيه وبقية جسده فلسطينية بمعظمها، حنظلة، كلمة مقاومة... إلخ، وهو لم يكن شخصاً معلّقاً في الفراغ، فقد جاء إلى غزة قبل ثلاثة أعوام قادماً من جنين التي جاءها قادماً من مخيمات لبنان.

رفض أن يغادر مع من غادروا أثناء الحرب على غزة، وفي تاريخ وجوده في غزة، حصل على محبة جميع من عرفوه ـ وهم كثر ـ وجلهم من الأطفال، وأربع إصابات تناثرت على خارطة جسده من القصف الإسرائيلي، لقد كان فيتوريو فلسطينياً بامتياز.

قصةُ إسمه بسيطة للغاية، فقد أراد أن يلفظ الناس اسمه بسهولة، فلم يعتد أهل غزة على اسم فيتوريو، فقام بتبسيطها، فيكتور، ولم تكن لديه مشكلة في ذلك، لم أرَ في حياتي أجنبياً منتمياً إلى فلسطين مثلما كان فيكتور، فقد اتصل به والده المصاب بالسرطان، وطلب منه القدوم إلى ميلانو كي يراه قبل أن يموت ـ المقصود موت الأب طبعاً ـ لكنه أجاب إجابةً قاطعة: أنت ستجد من يعالجك في ميلانو، أما في غزة فالناس ليس لديهم هذا الترف، ولم يسافر.

تحت ضغط أمه والعائلة، قرر أن يسافر ليراهم قبل أيام قليلة، ورفض أن يغادر عن طريق إيرز ليسجل موقفاً تاريخياً بالنسبة لمتضامن، وأخذ يؤجل سفره عن طريق المعبر لأن احتمالات قيام حرب جديدة على غزة كانت قائمة، لم يكن يريد أن يشهد الحرب من بعيد، وقبل ثلاثة أيام من موعد سفره، تغيب فيكتور عن الحفل، بهياً كنجم، ورجلاً كما يكون الرجال.

لست أكتب كي نبكي معاً على فيكتور، فكل من له رملة من إحساس سيبكي بلا شك، ولكني أكتب لأسأل سؤالاً واحداً: بعد أن ننتهي من البكاء ومن طقوس الجنازة الوهمية ومن إشعال الشموع من أجل روحه، وبعد القبض على قاتليه ومحاكمتهم، هل فعلاً ستكون غزة هي نفس المدينة التي كانت قبلَ مجيئه ورحيله بتلك الطريقة الدرامية العالية؟

_________

خالد جمعة

كاتب فلسطيني/ غزّة

mardi 12 avril 2011

اكتب

اكتب باش ما تنساش ، اكتب باش تأرّخ ، لحظة مزروعة في الزمان ما ينجّم يشدّها حتى حدّ حتّى اللي خلقها فلتت منو بعد ما رماها في الفضاء الفسيح ، فمّة كان الحرف والتصويرة ينجمو يكونو منداف في الذاكرة يكبّش في الحاجة اللى تحبها و ما تتنساش ، الحرف يترجم وجايعك الكلّ بالوحدة بالوحدة ويعاونك تقول آي ، كي تقولها ديجا تولي تتنفّس خير بلا غصة ، الحرف ينجّم يخليك تزغرط من غير ما تعيّط وتفزّع خلق ربّي في الكيّاس والا القهوة والا حتى بيت الراحة ، تزغرط في قلبك وتتحزّم ملايكتك وتشطح فزّاني معاك في طاسة مخّك من غير ترخيص من البلدية ولا عرابن للعوّاده المضروبة اللي تعمل خمسة طهورات وزوز وطيات وحنة وعرس في ليلة ، راسك راس روحك بحروفك عامل مملكة انت فيها رع ،رع هو بيدو مش كليشيات ملك ملوك افريقيا ، الكتابة هي الفعل التحرري الوحيد اللي تتعرى فيه من همومك وهواجسك وفرحتك وحيرتك وتخلعهم عنك كمعطف المطر وتعلّقهم على الورقة قدّامك فوق الجمل وفوق الاسطر اللى تكبر وتتوسّع وتتكاثر في الورقة البيضاء الفارغة لين تتعبى وبعد ما تفرّغ فيها جاشك تنجّم تغمّ على راسك وترقد وتجيك العصافر لحلمتك ايا كان نوعها وتشوف البوقرعون وتجري مع الارانب ويسبقك الفكرون وتمشي ع الشّط لين ما يوفاش وتخيّط من خيوط المطر كشكول وتشدّ صطوب للريح وتنبز الشمس تبكي وتتوسّط القمره باش تصلّح بيناتكم ، فمة انت والخيال ، الخيال اللي يحلّ البيبان ويعلّمك الأحلام ويعطيك فرصة تكبر وتصغر وتشيب وترتع وتنقز وتبكي وتضحك تتبسّم تشرق بالفرحة وتسرح عينيك تترشق في نقطة في الهواء تقعد تهزّ وتسبط وما تعرفش فين هزاتك الخزرة ، اكتب باش ما تنساش انّك بشر تعمل برشة حاجات اخرين غير انّك تاكل وتروّث وتفتي وتغوّث ، اكتب باش ما تبقاش عايش بركة تتنفّس اماّ باش تبقى حيّ حيّ حيّ