vendredi 11 mars 2011

المحيط و الفضاء زهير اليحياوي / قاسم قاسم


المحيط و الفضاء زهير اليحياوي
نصّ مكتوب في الذكرى الأولى للرحيل الذى داهم التونسي على عجل لم أجد أبلغ منه تحية لروح التونسي
الذي انتصر وتحية لقلم قاسم الذي انتصر

أعدك إني سأكون دوما بالمرصاد لمن يتجرأ أن يقترب من عرينك حتى و لو كان فيه من الداخل فأني سأحمي ظهرك إلى أن تستجيب السماء و تصبح تونزين صحيفة يومية مطبوعة و توزع في قلب العاصمة رغم انف الحاقدين.

ملاحظة 1 : دفاعا على تونزين

قرأت على منتدى من منتديات الحرية هجوما عنيفا على تونزين و روّدها و كم وددت أن أرد و لكن قررت أن لا أفعل و ذلك إحتراما لكم ...أقول إذا و بكل نواقصها تونزين أكثر ديمقراطية من أي صحيفة معارضة أخرى و أكثر تجربة في كل المجالات...أقول لكم يا بني وطني إن الفضاء الفكري الذي أنتم بصدد العيش فيه أراه صغيرا جدا و لذلك ستبقون صغارا وما مصيركم إلا أن تصيبوا بالفشل فتقصوا أنفسكم و تقصوا الوطن

!!!

حاولت أن أكتب ...حاولت أن أقصّ لكم شيئ و لكن لم أستطع ...غابت عني الكلمات كما غابت كل الحروف...إني بصدد أبتلاع شيئا مرا علقما لم أرى مرارة مثله إلى يومنا هذا ...غصبا أكتب و عبثا أحاول إيجاد مخرجا من محنتي. ما أقرأ اليوم يجعلني أتقيأ و ما أسمع يجعلني أموت حيا و أزيد في الأبتعاد إلى قلب الأرض. قرأت النذالة و الشماتة و الحقد و قلة الأدب في فيما يكتب و فيما ينشر...لم أقرأ و لو فكرة واحد و لو حرفا لا يخفي سما وراءه. عجبا كيف وصلنا إلى هذا الحد من الدناءة و الدسيسة ...ألم تكبر في بيوتنا الفضيلة أم أنها لم تكن من عاداتنا و كانت في حضارتنا و لا حتى مرّت بنا يوم؟ كيف نعي أن هذا الوطن اصبح يشبه الحطب؟

إن ضيق الفضاء السياسي كان سببا في هذه الحالة المتردية للأشياء. لم تسكع النخبة التصدي لهاذا البلاء فسقطت هي الأخرى في فضائها الضيق و أنزوت منتظرة نزول الفكر من السماء. عندما يعزل الأنسان عن قضيته و يعزل من طرف المعارضة نفسها فأنه بطبيعة الأمر يصاب بالأختناق أما أجلا و ألا عاجلا. الحقنة التي جعلت من الدكتور يتراجع كليا عن مبادئه كانت جرعة كبيرة لم يستطع أن يتحملّها جسم طالما كتب و قال و ناضل من أجل مبدأ و من أجل وطن كان يعتقد أنه ذاك الوطن اللذي ترعرعت فيه الفضيلة. لم تكن الحقنة قاتلة و لكن أفرزت عنده الحقد و الشماتة على من وقف من جلهم منذ ثامنية عشرة سنة ...في تصوره الضيق للأشياء هو نفسه يعتقد أنه قد ألحق الضرر بالمعارضة الوطنية و لكن في الواقع لقد ألحق كل من تراجع الضرر بالشعب التونسي و بأبنائه جميعا. إن ما حصل مع الدكتور سيحصل أيضا مع بعض المعارضين الجدد...لأن هذا الشيئ أصبح طبيعة داخل المعارضة التونسية منذ نشأتها. إن الأقصاء داخل المعارضة التونسية لأمر يدعو للحيرة و التفكير العميق من كل المناضلين.

إني أرى إن ظيق الفضاء الفكري للمعارضة التونسية كان سببا في فشلها قبل ان يكون الصراع سببا في ذلك. لأن الصراع داخل المعارضة لا يدعو بحد ذاته للعزل و التطويق على شخصية معينة و إنما لأدماجها داخل محو الجدل. يوم عليكم و يوم علي و الفكرة بالفكرة و الخط بالخط . كيف نعالج مرض الأقصاء و كيف نسطيع توسيع الفضاء الفكري لنستطيع بناء برنامج و مستقبل للوطن جميعا. التكوين السياسي ...نعم بالتكوين السياسي المعارض المتمثل في تبادل النصوص و الأقتراحات و النقد أيضا يجعل من الناشط أكثر ديناميكية و أكثر قربا من كل المناظلين مهما كانت التباعدات السياسية بينهم. هذا الوعي و هذا التكوين لا يكون إلا إذا كان المناضل نفسه منفتح الصدر... قابل للتجديد و التجدد...و القبول بالأخر مهما كان تتطرفه في القضية و تفسيرها.

عندما لم يكن للمعارضة التونسية هدفا واضحا ...سقطت بسرعة في عالم الأقصاء ...المعارض أو الفكر الذي يقصي الأخر يعني بالضرورة فكر أو معارض ينشد الهدم و ليس البناء. عندما حدد الهدف و أتفق الجميع عليه فلا بد من إيجاد الوسائل لبلوغه...كيف ؟ و مع من؟ أما كيف فلا توجد طريقة و لا علم في ذلك و إنما كل شعب له تجربتك الخاصة في تدبير أوموره و محاولاته في التغير...إذا تاريخنا بين يدنا و لا داعي لأستراد تجارب شعوب أخرى كما لا داعئ لتصديرها. مع من ؟ و هذا سبب الأقصاء...و نحنأصبحنا في قلب القضية. في الحقيقة أقول مع الشعب و لا أحد !!!! هذا أن إستطعنا كسر جدار الكلب و الحمار ...و بما أننا كنا دوما أغبياء طرحنا على أنفسنا سؤالا من الصعب الأيجابة عنه لأنه يظرب في قلب الهدف و قد يصيبه و لما لا تعويضه. الجواب إذا سادتي الكرام ...هل إتفقنا على الهدف فاليتحرك كل منا و عبر وسائله الخاصة نحوه وإن مررنا بنفس القرى و نفس الطرق فالنترقب شغور الطريق...لأن السؤال : مع من ؟ لا يمكن الأجابة عنه و الذباب يدور حولة الطاولة ...البناء مع من؟ معكم جميعا قردة كلابا أو أحمرة كنتم.

من العجب أن أرى نخبة مثقفة تأكل لحما طازجا شماتة فيها و في شعبها و كأن لا قيمة للحياة عندها إلا أن يتجرع الشعب التونسي مرارة وجودها و عذاب عدم معرفتها بالأولويات...أتعجب في تصرف بعض المعارضين حينما يعتقدون جزما أنهم يحملو الحقيقة التي لا ريب فيها و لا جدال فيها. أتعجب حينما أسمع وأرى نخبة هذا الوطن تخوض الحرب بعد الحرب فيما بينها و تترك للدكتاتورية كل المجال للتحرك و الرمي بها في سلة الخونة. كلما كثرت الزعامات كلما هدد المركب و لن يصل لهدفه مهما حاولت الرجال إنقاذه من الغرق زد مع ذلك سمك القرش الذي قد يأكل حتى الحديد الذي أخيط به. اليوم لا بد لنا من زعيم !!!!يعني لا بد لنا من رجل أو إمرأة تتفق عليه الأغلبية حتى نستطيع إنقاذ هذا الوطن قبل فوات الأوان ...إذا ...إن كنا قد إتفقنا على أن هدفنا الأسمى هو الحرية و الكرامة للشعب التونسي فما السبب في أن لا نتفق على زعيم يشتشيرنا و نستشيره في التحرك القادم. تونس تفيض بالأدمغة و الخبرات ...تفيض برجال لها كل التجارب فلماذا لا نستطيع التعويل على من أرد ان يتزعم المعارضة ...لا بد لنا من شخصية صلبة كارزماتكية قد أن تلقي بالدكتاتورية عرض البحر و لأبد الأبدين. يكفي أن يعرف هذا الشخص في عمق البلاد التونسية لتخر الديكتاتورية قبل حتى الخوض معها في أخر رحلة على شاطي الصعود المستحيل...لم يعد لها شيئ تقدمه إلا المعارضة نفسها ...فقدمت لكم اليوم الدكتور و أفتكته و ربحت ورقة من أخر ورقات وجودها ...أيها السادة الدكتاتورية ستستمد شرعيتها الأخيرةعلىحساب المقصين من المعارضة ...فلا تنطلي عليكم هذه الحيلة ...إن لزم الأمر ستشترى كل الأقلام و كل الرجال و حتى أن لزم الأمر إلى تسمية بعضهم في صف الحكومة الجبانة. للدكتاتورية فلسفة واحدة ...مص المعارضة و لو بالأشتراء...فضاءها الضيق لا يسمح لها بألأعتماد على ما عندها من قدرات لأنهم لن يجلبون لها شيئا و إنما سيورطون أكثر فأكثر. لقد تخلصت الديكتاتورية من الحزب الحاكم الذي أصبح منديلا تمسح به كل الدماء ...تخلصت منه حتى لا ينقلب عليها حينما ورطتهم جميعا من أقل رئيس شعبة ألى اللجنة المركزية ....اليوم لم يعد الحزب أداة للحكم كما كان في عهد زمان و لكن أصبح مضلة للدكتاتورية تتضلل بها خوفا من ضوء شمس المعارضة التي أجهظت عليها يوم حفل المعلوماتية.

و أخيرا ....لك مني يا صديقي في قبرك أحلى النشيد أحر السلام ...أنتم السابقون و نحن الأحقون ...نلتقي في جنات عدن ...أشربك و إياك أعذب نبيذ

ألا أيها الناس !!!!

لتعلم تونس و من بالشمال و من بالجنوب و إني الفتى و إني أبيت و إني عصيت و إني أتيت على من أتى.

أتيت على الخوف فيّ على الحقد فــــــيّ على الرّيب فـــيّ على الشماتة فيّ عليّ أتيت إني قد إنتصرت

لتعلم تونس و من بالسواحل و من من فوق الجبال ينادي إني أت ... أت إليكم... من وراء الجبال أت من بين الصخور أت من السماء أت أت بالمناجل .....أت صبرا عليّ يا صبية هذا الزمان صبرا يا فاطمة ... صبرا يا رقيّة .... صبرا يا فتى ترقب قدوم الشتاء حين تزبّد السماء ترقب...ليلا بريق العيون و رعد الصدور حينها سينزل مطر الغضب ليغسل ما تبقى من أثر. خيانة هذا الوطن.

ستقول كان طبيب و قال الحكيم إن هذا الدوّاء كان خير علاج.

ستقول كان يمشي من هنا وترى كل الدهاء كل الخطوط كل المرض كل الهباء و تمر بكل الجثث بالمزابل ... ستمرّ بالوبــــاء كان هنا حينها تنسى كل الهراء كل ما أفترى تنسى حتى الدواء حين تكبر في قلبك كل الكبرياء.

يا حبيبي

هذا الفضاء هذا الجوار قمة في الأنبطاح قمة في الدهاء قمة في الّلؤم قمة في الذل قمة في الدمار.

تستغيث الرّجال و لا من مجيب في هذا الفظاء فضاء الرّذيلة فضاءالخراب

قاسم الذي قسم إلا أن ينتصر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire