![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgzlwKlfVqbwwPenop9f84OcRMei4oGFXPIWLKaVdhNPTqECr53kSBJsHI1ct8gXW8l8f7ezosmiMJz_lcxY-g-aWFKgqqpHOaAAn0dj1dPeqA1PStnVyGfnPo1WKKtGUtXWjqfC7Phx6c/s320/217687_2007137303074_1382914080_32309688_2002871_n.jpg)
ما لون السماء ؟
ساحة عامة ترفرف فيها الأعلام واللافتات التي تمجّد أقوال الزعيم القائد , لافتات كتبت بلون باهت . منها القديم المتآكل ومنها الجديد ," يحيا الزعيم القائد الوحيد القادر على التغيير" ," بطل التغيير ","احتفالا بالذكرى الثانية , الثالثة,الرابعة , الخامسة ,العاشرة , الثالثة بعد المائة بالتغيير "," يموت الشعب فداء للزعيم "
شيخ بظهر مقوّس يقف تحت اللافتات , يحمل علما صغيرا بيده المرتعشة يحاول ان يلصقه على صورة الزعيم التي غطّت على لون العلم فصار وجهه رمزا للبلد , شاب قادم من يسار المسرح يلهث يبحث عن مكان للاختباء ينتبه الى الشيخ المرتبك يذهب باتجاهه ليسأله
الشاب : ماذا تفعل هنا في مثل ها الوقت ايّها الرجل المسنّ ؟ ألا تعلم انّه لا يحقّ لنا الخروج يوم الاحتفال العظيم ؟
الشيخ : جئت لاكتب وصيتي في هذه الساحة , لم يعد هناك متّسع من الوقت , ساعدني على الثبات هنا , أريد ان أقف لأحيي العلم الوطني
يتعثّر الشيخ ويقع من فوق الحائط المتآكل يهرع اليه الشاب ليطمئن عليه , يد الشيخ تمتدّ بالعلم الى الفتى قائلا بصوت مرتعش
الشيخ : لا تنسوا لون السماء وضع الفتى العلم في داخل سترته واخذ يجذب الشيخ الى مكان منزوي , يسمع صوت طلقات نارية وهتافات , يصعد الفتى الى فوق يسحب اللافتات الواحدة تلو الأخرى مردّدا بصوت مرتفع متصاعد
الشاب : لون السماء أزرق , لون السماء أزرق , لون السماء أزرق
تصل مجموعة من الشبّان والشابات يحملون علما كبيرا بعضهم جريح , هواتف نقالة ترصد جروحهم وأيادي صديقة تساعدهم , يلاحظ احدهم الشاب الذي يسحب اللافتات فيهرع الى مساعدته هواتف نقالة تسجّل اللحظة التاريخية التي طال انتظارها
فتات تطلق الزغاريد والهتافات بسقوط الطاغية
فتاة اولى : تحيا البلاد يحيا المواطن , يموت الطاغية تحيا الحريّة
فتاة ثانية : نموت نموت ويحيا الوطن
رجل : اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر
يتراقص الجميع في الساحة رافعين الأعلام , يتراقصون فوق صور الزعيم الذي فقد شرعيّته , يتراقصون فوق لافتاته التي أرادت ان تدجّن تفكيرهم , يتراقصون فوق كذب الحكومة ووعودها الزائفة , يتراقصون فوق أوجاعهم , يُسمع صوت اطلاق نار كثيف يحتمي الجميع بالجميع , كلّ واحد فيهم يريد ان يكون أمام صديقه الغريب في الساحة , كلُُّ يريد ان تخترق الرصاصة صدره أوّلا , يعلو الهتاف فوق صوت الرصاص القادم اليهم , يحملون العلم فوق اكفّهم , يعلو صوت الزغاريد
ظلام
شاشة على الحائط تبثّ خطاب النصر
تنفسوا الحريّة
fatma je t'invite à visiter mon blog chamsalassil.blogspot.com désolée mais je ne connais pas une autre façon de lui faire de la pub merci
RépondreSupprimerكلنا توانسة و هك هي الفايدة
RépondreSupprimer