vendredi 30 juillet 2010
تاريخ ب 17 يورو فقط ما أرخصنا
mercredi 9 juin 2010
لا انحبّك لا نصبر عليك / هدية لعمّــــــار
وراء مكتبك تجلس وحيدا
تفتح بوّابات للصدف
وتقرأ بعين مفقوءة
وأخرى أصابها الرّمد
ولا تعي شيئا ممّا يقال
ترى الأرداف بين الجمل
وتتخيّل أجساد الحروف العصيّة عن اللمس
ولأنّك تخشى الحقائق والحقيقة
فقئت قلبك يا شقيّ
فسال منه القيء
ومددت يدك الى لوحة مفاتيح باردة
برودة جثّتك المنهكة
وأنهمر القيء من كلّ حرف خططت
تشّوه كلّ شيء
لأنّك مكبّل بالجبن
وعاطل عن الحبّ
وفارغ من الرؤى
وباهت الألوان
شوّهت الأبجدية
و الأنوثة
والأرض
والمحبّة
والاحتفالات
والمدوّنات
والحلويّات
والشّاعريّة
والفحولة
شوّهت "تاء التأنيث " يا شقّي
التخمام مضرّ بالصحّة / الجبالي
mardi 8 juin 2010
dommage
Vouloir vivre libre, lire le journal qu’on veut, se réunir avec ses amis ou collègues dans un café ou une maison pour parler du plan d’urbanisme projeté par la municipalité ou le Gouvernorat, de la protection du littoral, du coté dévastateur pour la nature que constitue le projet de construction d’une Marina, du programme scolaire de nos enfants, organiser un concert de solidarité avec une cause , préparer une campagne électorale pour le candidat le mieux à même de faire parvenir nos idées, faire en sorte que l’appel d’offre de la Municipalité pour la construction d’une crèche municipale soit transparent et confié au mieux-disant économique, créer une association de sauvegarde de la musique andalouse ou de la langue berbère ou de soutien aux victimes d’inondations, créer une revue, écrire un article ,assister à la réunion du parti politique auquel on a adhéré, élire le député de son choix, participer à l’organisation de la vie de la cité, il parait que c’est ça globalement faire de LA POLITIQUE .
Faire de la politique essentiellement par amour avant que ce soit par détestation ou contre quelqu’un, par amour de l’idée de liberté, d’un pays, vouloir le meilleur pour ses écoles, ses enfants ses anciens, sa nature, sa culture, essayer de laisser la place dans un meilleur état que nous l’avons trouvé autant que faire se peut, pour que nos enfants poursuivent le projet.
Alors ,monter sur le toit de la maison du voisin et lancer des œufs pourris sur les passants, sonner aux interphones des immeubles et insulter les gens puis partir en courant, se souler et battre sa femme, pisser sur les fleurs dans les parcs, se souler et battre sa femme (une autre fois), écrire à longueur d’années sur la sexualité de ses adversaires, encore et encore, les maris les amants, les gendres les fils les filles ,les fiancés, les homos les hétéro les zoophiles ,les Bi les trans, est ce faire de la politique ?
Déjà en privé, loin des regards, j’ai honte pour le lanceur d’œufs, qui pisse dans les bacs à fleurs et bat sa femme, sauf que tout le monde le regarde, alors imagines ! mais je ne peux pas m’empecher de penser : il est aussi une des victimes de la violence ambiante ; Ne peut-on pas échapper au déterminisme de l’équation du persécuté- violeté -humilié " violenteur "
mardi 13 avril 2010
في الفرق بين التكريز والتغفيص
الوطى نية الجديدة اللى تروجلها فاشلة فشلك في اثبات وجهة نظرك التفاهة هذا كان عندك راي جملة انا محبطة من الناس اللي كيفكم حرقتوا ارواحكم على بكري اللي حكيناه في التشات او اللى حكيتو انت فارغ كى طاسة مخك سي المكرّز الغريب انت تلوم على المدونين وانت متخبى وراء قناع سياسة النعامة اللى تلوم علينا فيها تنتهجها وبامتياز ومش بها اللغة الهابطة والغارقة في التفاهة باش تبدّل الواقع ومش بفيديو باش تفتح عقول الناس وتخلاهم يمنو بيك تفكرني بها التافه المكي اللى اعلن جمهورية وراء الحدود والا بالبو اللي شادد سيقارو ويضرب في ولدو لانو بدى يتكيف وانا كفاطمة الرياحي وكمدونة تونسية وكمواطنة نقلك انك فاشل جدّا وخطابك فارغ من اي معنى ومهزوز ومتناقض انجم نكتب على الفشل متاعك كتاب اما باش نخليك مع هبلتك ونمشي لما اهمّ
hedheka nivohom ou nivo barcha minkom joubana
ma3jbekchi a3mel makhir
khritounla fi kifna jme3it elkhouf
ma trabbitich khayef
ونستنتج انو الشجاعة متاعك ما تعداتش النص اللوطانى متاعك منين اشتقيت وطى نيتك المزعومة احنا المدونين التوانسة ما ادعيناش في العلم معرفة اللى يحكى على الكسكسي بالعصبان واللى يحكى على مرج الكار واللى يصفق فرحان تعلمنا في ها الفضاء انو الاختلاف حق وحرية التعبير تكفلي انى نحكى على اللى نحب في نطاق احترام متبادل للافكار والامخاخ المعششة فيها مش بالسبان المجانى والتهديم والقمع اللى تعمل فيه انت نوع خايب برشة من القمع
قمع للاختلاف ولحرية الاخر والحرية مسؤولية سي المكرّز قبل ما تكون سبّان وتهجم على الناس اللي ما تحلمش تخلط لمستواها على خاطرك وصلت للقاع ومازلت تحفر
انت كي المبيد الحشري الفايسبوكي ، كى عنف الملاعب ، كى المتناقضات الكل اللى في مجتمعنا ، نبات طفيلي غريب توة يموت بالوقت ، برّه توة على روحك وواصل في التغفيص الحاجة اللى تتميز بيها
mercredi 17 mars 2010
فرج الارض
jeudi 25 février 2010
تدوينة حزينة
وقتها كنت تعرف تتبننّ كلّ شيء ، الساڤطة لاڤطه ، ما نسيبو شيء وما أحلى كل شيء ، تكبر وتفقد القدره انّك تطّعم وتولى حتى تعاف وتقرف ، توة زعمة المشكله في الدرع في حدّ ذاته ؟؟ أبدا هو هو من اللى بدات الدنيا واحنا نعرفوه ، حبوب يجيبو بابا بالويبة والا الشكاره وتساومو امى وتنشرو في قصعة الصابون في الحوش والا على أطبقة البشكوتو ، وتبدى جمعة وهى اتنوشلو هاو حمص من هنا هاو حشايش من غادي وتبعثو للطاحونة يترحى و اطيبهولنا في صباحات الشتاء البارده قبل ما نمشيو للقراية ، وكى كبرنا وبعدنا مهما تعمل لازم كى تحل الصاك اول ما تدخل لبيتك في المبيت تلقى صرّه من الصراير محطوطة وانت ما فقتش بيها ، امى تعرفنا ما انحبوش نهزو صاك رزين ماذابينا تعطينا ايسباس ، اما منين باش يجيب الوالد لخمسة صغار مشردين على جامعات العاصمة ،، ودون اللى يقرى في المعهد ؟؟ كنّا عاملين جدول للمرواح ، وعمرنا ما التزمنا بيه انروحو الساعة ومن بعد يحلها ربي ، وديما يحلها ربي وبابا ،
بابا راجل عمرو لا قرى ولا تعلم حرف ، جاب حداش صغير على خاطرو عاش محروم من العيلة الكبيرة وما يتفكرش بوه اللي مات وخلاه غشير يلعب ، من صغرتو هز امو وخوه اللى اصغر منو في سنيّــــــه وشڤ الخلاء من برّ لبرّ يخدم على لحمو ، يلڤط في الحصايد بالڤمحة بالڤمحة باش ما يباتوش للشّر ، يسرح بالغنم في الجبال ويهزّ في حمل فوق طاقتو باش امو ما تبكيش وخوه يبات دافي ، كبر الخو الصغير وعرّسلو واستنى عام وراء عام يرى صغارو اما ربي ما حبّش ، كي ربّي ما حبّش بابا تصرّف ، وعرّس هو وجاب ليه ولخوه وقّراهم الكّل وعطاهم لحمو ودمو وعينيه وصحتو وافادو كى الاخر ما يعطيش ، ودخل يخدم في اداره مسمار في حيط الصغار كبرو ، ولازمنى نخمم في مستقبلهم ، مسكينة الشهرية اش قاسات ، وزير متاع اقتصاد ما يحلّش المعظله متاع عجزها ، ونجحنا الكل ب ثلاث مائة وعشرون دينار في الشهر، نزلت فيهم البركه وصراير اميّ سدّو الفجوة والهوّة الرقمية ، كانت اللوحة والطلاسة والطباشير والمحفظة والميدعة والكتب رزق مشترك فوج الصباح وفوج العشية والتبادل يصير قدام باب المدرسة وكنا نضحكو على كل شيء ، ونتبننو القراية على البريميس في الليل ، واتشد علينا امى دروسنا بالواحد بالواحد ، امى اللى ما تعرفش تقرى ، كان كى يتلعثم واحد تنزر عليه واتقلو زيد احفظ درسك ماكش حافظو ، كى تخزر في عينينا تعرفنا مراجعين والا لا، لين دخلت للمعهد الثانوى باش فقت بامى ما تعرفش تقرى ، اما كانت موجوده معانا في كلّ خطوة ، لا تعبت من صابون ولا من طابونه ولا من كنسان ولا من خياطة كلاسطنا ، ديما عندها وقت تسمعنا وتضحّكنا وكنّا كى نتعاركو على مريول والا سروال وكل واحد فينا يبدى يعيّط متاعى ، لا متاعى أنا ، كانت تقطّعها القطعة قدامنا وتقوللنا اللي في الدار هذى متاع الناس الكل ، ما عندكش متاع تحت ها السقف ، زعمة أمى كانت اشتراكية وما تقصدش؟؟ توة يدخلو للقسم وليدات كى النوّارات ، لابسين أحسن لبسة ، مغرقين شعرهم بالجال وعاملينو كى السردوك ، سبيدريات ترعب وهاتف محمول ومصروف الجيب ، امّا ضايعين في قرايتهم ، عندهم كلّ شيء ما فماش علاش يتعبو ، وياكلو الكتب ماكله باش ينجحو ، والديهم لاهين في الخدمة يروحو تاعبين يتغرسو الناس الكل قدام صندوق العجب ساكتين حد ما يحكى مع الاخر ، اولياء تكلّمهم في التليفون ما يهزوش عليك ، تستدعاهم ما يجوكش ، في بالهم كى يوكلو ويلبسو اكاهو وفات الخدمة لا ما نتصورش اهم ما في التربية انك تحكى مع اولادك وتسمع خنّار نهارهم كيفاش تعدّى واتبّع قرايتهم ، في وقت أحرف كيف ما هكّة ما فمّــــــــــة كان العلم ينجّم يصلّح كل شيء وفي كلّ وقت هو الثروة الوحيده اللى تنجم تقاوم بيها الاستبداد والظلم والجهل والجبروت والفقر والفقر المعرفي انتن انواع الفقر
samedi 20 février 2010
على نيتي
يا وطنيتي
وطنيتي
يا وطنيتي
يا وطى نيتي
سامحوني بربي... ريتوش "وطى نيتى "متعديّة من هوني تجري ،هوكا عندها هالات كحل تحت عينيها ...تى لا لا موش ضرب علاه ها الفال ....تى انا استجواب متاعك يا راجل يهديك فاش قام ...انا "وطى نيتي" لا تشوبها شائبة، شريفة ،نظيفة ،عفيفة ، ماهياش متكلمانية ...أى أى ...قانعة باللي كتبلها ربيّ العلىّ القدير...متسامحة ، متصالحة ، متمسّكة بجميع أنواع المساسك اللي خلقها البشر ،ومن كلمة البشر تلقى برشة برشة شرّ الله ما عافينا ،،،
الزّززززززززح كان نلقاها توة بركه "وطى نيتي"، الاّ ما انشّدها نبوس وانعنّق ، انبوس وانعنّق ، لين تعرف انّ الله حقّ ، وانقلّها سامحنى نبزتك وطيحتلك قدرك قدّام التلفزة والمجتمع المدنى هكة متصدّر يتفرّج عليّ وأنا نهنتل فيك ،يا ما أوطى نيتى ساعات كي نبلبزها معاك على الملأ، نعرف ،وراسك نعرف، يعن جدّ بابا نعرف نعرف ،،،قدّاش تحملتني لين كسّرتلي ضلعة بالأمارة، تتفكر وطى نيتي، انا ما نسيتش، تى نعرف ما تقصدش نهارتها ،وما يكسرلك ضلعة والاّ يشحطك بداودي يزرقلك عينك كان اللى يحبك ونعرفك تموت عليّ كيف ما أنا بالضبّط انموت عليك اما ميسالش تخليني نتنفّس ساعات ....شبيني وليت نخرم انا نفسخّ الجملة الاخرة فاش قام جبدان التوارخ القديمة ...
نقلها ،وطى نيتي ،،سامحنى ما نقصدش، راني على نيتي ،وأنا نتفرّج في الأخبار ، خواطري دارت ورديّتك، حسيت روحى في الكار الصفراء وسط ثنية عربي بكلها حجر وكلاب ميتة والكار ترجّ رجّان معدتى تقلبت وردّيتك ، ما نقصدش كى لقيتك في حجري طحت فيك بالكفوف ، أضرب أضرب أضرب أضرب ، حسبتك دايخة ، حبيت نفيقك وراسك على نيتي يا واطى نيتي ،حتى كيف فقت بيك تفرفط قلت شدّك كريز واستخايلتك مريضة بالأعصاب على هذاكة كويتك بمفتاح حديد ، في بالي نداوي فيك بالعربي ،تى الساعة عزيتك أنا الدواء العربي مش لليّ يجي راهو ، ياخى وليت تصيح وتعيط وخفت لا يتلمو علينا العباد وانت تعرفى في وطنى البصة ما تتخباش ويعملولها طاولة وكراسي ، ما لقيت بيها وين عاد وسكرتلك جلغتك باش ما تفضحنيش ، توّة هكّة تتنبز منيّ وتغفّلني وتهرب، هكّة وطى نيتي ، تخرج من غير ما تقليّ وين ماشية ، وتخليني عروقاتي شرتلة ندادى في جرتك من بلاصة لبلاصة ، توة بربي كان شدّوك أصحاب النفوس المريضة واستفعلوا فيك ، آش يكون موقفي قدّام الموّطنين الأخرين أنا؟؟
هكّة تحبّني نطلع عليهم بوطى نيتي خرنتيتي مشدودة بالسيف؟؟ تحبهم يحقروني ، ونولي منعوت بالصبع؟؟ عيب عليك تعمل فيّ هكّة ،أىّ أرجع يرحم والديك لآفّادي خليني نتهنى عليك ونبلعك ونمرقد ، ونوعدك ماعدتش نتفرّج في جدّ بوها الأخبار ...
يا واطى....نيتي...
نيتي
نيتي
نيتي
واطى نيتي...
dimanche 14 février 2010
الوجبة الثالثة / حسن النّعمي
*****
دار في ذهنه أن يقيس أبعاد الزنزانة. بدأ القياس مستخدماً الخطوة، ثم الذراع، ثم القدم، ثم الشبر، ثم الأصابع، ثم ... بعد أن استنفذ كل احتمالات القياس، لم يعلم على وجه اليقين أبعاد الزنزانة.
*****
بدأ يعاني من فقدان الإحساس بالزمن. اهتدى إلى طريقة أبهجته. قرر أن يحتفظ كل يوم بكسرة من الخبز المقدم مع وجبة اليوم الثالثة. هكذا تسنى له أن يضع زمناً خاصاً به. ففي ظل انعدام النور، قرر أن تكون إحدى الوجبات هي الثالثة، ومن ثم بنى احتمالات الوقت على هذا الافتراض. شغلت هذه العملية ذهنه ووقته، وجعلته يتعلق بمستقبل ما، ربما فقط مستقبل الوجبة الثالثة.
*****
للمرة الأولى منذ نزوله هنا، قرر أن يتنصت على حارسه. اقترب من الباب. سمع هسيس أقدام متباطئة، جعلته يقرر أن صاحبها رجل بدين. وفي فترة أخرى، عاود هواية التنصت، سمع وقع خطوات أشد خفة ورشاقة. كان هذا الاكتشاف كفيلاً بأن يشعل في نفسه حب معرفة المحيط الخارجي. أخذ يربط تغير وقع الخطوات بنظام الوجبات، حتى تيقن أن الأقدام ذات الهسيس تحرسه ما بين الوجبة الأولى والوجبة الثالثة. أما الأقدام ذات الخفة والرشاقة فتحرسه ما بين الوجبة الثالثة والوجبة الأولى، أو هكذا استطاع أن يخمن.
*****
مع الأيام، تجمع لديه كم هائل من كسر الخبز اليابس التي دأب على جمعها. وعندما غطت بقايا الخبز أرضية الزنزانة بأكملها حتى حاذت ارتفاع سريره، فكر في كيفية الخلاص منها. ليس هناك إلا طريقة واحدة. نعم، أن يفتح الحرسي باب الزنزانة. قرر أن ينادي الحرسي:
- يا حرسي .. يا حرسي، أنا صاحبك المسجون. هل نسيتني؟!
أنصت منتظراً الرد. لا شئ سوى هسيس أقدام الرجل البدين. أنتظر حتى تغير وقع الأقدام. نادي بصوت ملؤه الرجاء:
- يا حرسي .. أنا صاحبك بالداخل منذ أمد لا أعرفه. أفتح، لي حاجة عندك.
لا أحد يجيب. تملكه يأس فظيع. ماذا عساه يفعل؟! وبعد طول تفكير هداه عقله أن يبني جداراً موازياً لأحد جدران الزنزانة. وهكذا يستطيع أن يحافظ على معرفة الوقت دون أن يعيش محاصراً بكسر الخبز اليابس. على الفور جد في عمله. أسس قاعدة عريضة من كسر الخبز. نهض جدار عريض من كسر الخبز. عندما ارتفع البناء مقدار منتصف جدار الزنزانة تقريباً ارتقى فوقه. جفل فجأة. اضطرب، تحسس بيده تجويفاً مربعاً. صرخ مندهشاً:
- رباه، نافذة صغيرة!
تساءل ما إذا كان بوسعه أن يفتحها؟ خاف من عاقبة مجهولة لفعله. لكنه قرر أنه لن يخسر شيئاً أكثر مما خسر. فتحها. تخنجر ضوء النهار الحاد في عينيه. أغمض عينيه سريعاً. لم يستطع أن يفتح عينيه للوهلة الأولى. عانى كثيراً حتى عوَّد نفسه على رؤية الضوء. فتح عينيه بالتدريج، ثم أرسل بصره بشوق إلى الحياة. يا له من عالم مغاير لما يعيشه. رأى فيما رأى شارعاً عريضاً يموج بالبشر، رأى الحوانيت متراصة على الجانب المقابل لزنزانته. رأى مقهى مزدحماً في منتصف الجهة المقابلة للزنزانة. استهواه منظر الزبائن. حركة نابضة بالحياة. عشق هذا المتنفس الجديد. كان لا يبرحه إلا لماماً. كان يتابع بنظراته المارة بدأب منقطع النظير. رأى فيما رأى رجلاً يتشاجر مع امرأة، ثم يفترقان. رأى قصاباً يتمايل مع أغنية ساذجة تنم عن طبقته الاجتماعية. رأى جماعة تشاهد التلفزيون، فجأة تصرخ بصوت واحد: هدف. رأى رجلاً يوقف سيارته أمام محل ملابس مشعلاً بوق سيارته. خرجت امرأة من المحل غاضبة. ركبت وكانت يدها تلوح نحو وجه السائق. رأى امرأة تترجل من سيارة أجرة، تنقد السائق وتنصرف في حركة استفزازية محرضة. يتبعها شاب متأنق. تشتمه، لكن الشاب يلاحقها. رأى فيما رأى تصادم سيارتين يستجلب الناس والشرطة والضجيج.
عندما رأى الشرطة، وارب النافذة قليلاً، وأخذ يختلس نظرات خائفة.
samedi 30 janvier 2010
مقتطف من عرض "جنون " للجعايبي
هي: كيفاش صبحت اليوم؟
نون: رجعت وحدي للسبيطار
هي: c'est bien
نون: أمّا ما نحبّش نقعد هوني
نولّي كيفهم
هي : très bien
نون : البارح جيت باش نفصع وصلت للباب ورجعت
هي : كي حبّيت تهرب من جديد
علاه رجعت؟
نون : على خاطر نخاف
هي : مناش؟
نون : قول لجماعتك
الطبّة والفرمليّات
وبزّاعة القصاري متاعك
هروبي خوف
هي : مناش؟
نون : خوف لا نهرب وماعادش يقبلوني
وخوف لا نتحصر هوني
نولّي كي عبد اللّه
جثّة هايمة بلا روح
آش يلزمني نعمل
باش نمنّع روحي؟
هي : و انت آش تحب تعمل؟
نون : نحب نحكي
هي : نسمع فيك
نون : علاه
هي : علاه شنوّة
نون : علاه تسمع فيّ
هي : باش نحاول نفهمك
ونتوصّلو جميع لمعرفة أسباب غصرتك
نون : من اللّي صغير حدّ ما سمعنى
هي : أنا لهنا باش نسمعك
نون : ثمّة برشا شيء نحبّ نقوله
نخرّجه
نحبّ نحكي
نحبّ نخــــفّ
نمنع
وما انّجمــش
هي : خوذ وقتك
ماناش مزروبين
نون : بابا قتل
هي : قتل
نون : قتل
ايديـه ملطّخــــة بالدّم
والله كيما نقول لـك
هي : شكون
نون : ماقالش شكون
أمّا قتل
هي : وقتاه
نون : في الحرب
هي : اماّ حرب
نون : ماقالش
عمل الموبيقات الكلّ بابا
شلفحنا من بلاد لبلاد
عمري ما استانست بدار
ولا طوّلت مع صغار
مبردلها معانا وفي خدمته
آش كلات من عندو الأمّ
يدخل عليها يسوّطها من غير سبب
ومن بعد يكركرها لفرشه
وهي تتمكّن بيّ
وتحشيني بيناتهم
باش ما يمسهاش
هي : وانت
نون: تمكــــــنّي غصرة
من وقتها بديت نهرب من الدّار
نعدّي ليالي فوق الشّجر
والاّ في فلوكة
في قاع البحر
باش يتخلّص منّى
رماني في الاصلاحيّة
بعد شهرين المدير حبّ يسيّبني
لحسن السيرة
والانضباط التّام
واحترام الأوقات الاداريّة
الرّجاء التّوجّه الى مكتب الارشادات
قبل السّـــــــاعة الخــــــــــا
الخـــــــاء خويا في الحبــــس
يغيب مدّة ويرجع
آش كنت نخـــــــــرّف لك
هي : على بوك
نون : آش بيه
هي : رماك في الاصلاحيّة
نون : ياخي
هي : المدير حبّ يسيّبك
نون : علاه
هي : لحسن السيرة والانضباط
نون : ماهو قال زيدوه باش يولّي راجل
هي : ووليّـــــــــــــت
نون : ما ظاهرلي
هي : علاه
نون : الرّاجل ما يخافش
أنا انخاف
الرّاجل ما يبكيش
أنا نبكي
الرّاجل ما يهربش
أنا نهرب
هي : شكون قالّـــــــــك
نون : بابا
هي : بوك لا يخاف لا يبكي لا يهرب
نون : بابا كان يصلّي ويشرب
يربّي ويكذب
ينهي ويعصي
يضرب ويبكي
يوعظ ويفسي
يضحك
هي : الخوف والبكاء والهروب
ماهمش مقياس للرجوليّــــــة
نون : شنوّة مقياس الرّجوليّة
هي : حسب رايك
نون : علاه كلّ ما نسألك
ترجّع لى السؤال
هي : على خاطر رأيي ماهوش هام
نون : امّـــــــــاله أنا راجل
هي : كان ظهرلك راجل راجل
نون : بما أنّى طلعت أقوى من بابا
تقوّيت عليه
سلّمني للاصلاحيّة
سلطة أقوى من سلطته
باش تبـــــرّكنى وتربيني
هي : وتربـــــــــّيت
نون : لا
كمّلت نهرب من الدّار
ليل مع نهار
نغيب بالايّامات
من المكتب
موش بخل والاّ بهامة
ذكّي برشة راني
أمّا حاجة فيّ تلزّني
باش نشريها للمعلّم
نسبّه ونهرب
كي نخاف نهرب
من المكتب نهرب
من المعلّم
من الدّار نهرب
من بابا
من السبيطار نهرب
من الطبيب
حياتي هروب
برجوليــــــــــّة نحبّ نهرب من روحي
من صغري
من اللّى نعرفه وما نخرّجـــــــــوش
ومن اللّي فــــــــيّ وما نعرفوش
ما أذكاني الــــــــــزّح
الكلام ساعات يخرج من فمّي يورور
أفكار واضحة
تحكي على اللّى نعاني
على خيبة أحلامى
وسواد أيــــــّامي
أوووووووه على سعد أيـــــــّامي
نحبّ نقول الكلمة اللّى تلزم
في الوقت اللّي يلزم
كيف بابا
هي : تحبّ تشـــــبّه لبوك
نون : لا
بابا عينيه كحل
محروقين
يغرسهم فــــيّ
ويقول لي أخزرلي
وكيف نخزرله
نحسّه يعرف اللّى في مخّي
يروّح شارب
يحطني بحذاه
ويبدأ يحكي
يحكي يحكي
يقطع رحله آش يعرف يحكي
يحكي على كل شيء
وأنا مبلّع
عمرو ما سألنى على رأيي
آش نحبّ
آش نكره
ماهوش داخل لطاسة مخّه
اللّى كلّ واحد عنده رأيي وعنده الحقّ يقولـه
يعبّر عليه
يتشنّج
الفرخ اللّى تضمّ له فمّـــــــــه
كيف يكبر يطلع يخاف
ما عندوش ثقة في روحو
على هذاكة توّة نحبّ نتكلّم
نحكي كيف ما جاء جاء
لا نزيّن
لا نلّون
نحبّ نحكي
نداوى
نعيش
يبكي
هذا قراري
وما ثمّة كان انت تنجّم تعاوّني
عاونّي
نعرف الكلمة تدمغ
الكلمة عندها قوّة خارقة للعادة
قوّة جبّارة
الكلمة أقوى من العـــــــــصا
يشهق ويبكي
هي : قل لمن همهم في الناّس وخاف الكلمات
أو تخشى النّاس والحقّ سجين الكلمات
أو تخشى النّاس والحقّ رهين الكلمات
حيوان أنت لا تفقه لــــــــــــــولا الكلمات
ونبات أو جماد أنت لـــــــولا الكلمـــــات
ما اللّذي ترجوه من دنيــــــاك لولا الكلمات
أنت انسان لدى النّاس رسول الكلمـــــات
فتكلّم وتألّم ولتمت في الكلمـــــــــــــات
منوّر صمادح / مستشفى الرّازي 2ديسمبر 1969